الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر: كلمة لأصدقائي في الجبهة: فعلا ستُهمّشون أكثر إن لم تستفيقوا

نشر في  22 مارس 2018  (12:54)

بقلم عميره عليّه الصغيّر
ما كنت لأعود للكتابة في هذا الفضاء، و أنا الذي مقاطع له منذ مدة، لولا غيرتي على الجبهة الشعبية و على قوى اليسار الذي أحسب نفسي منها، و لولا ما رأيته من ردود من أصدقائي في الجبهة حول مناداة مجموعة من المستقلّين و على اثرهم آخرون ، نادوا بتغيير النظام الإنتخابي القائم من التمثيل النسبي و حساب أكبر البقايا الى نظام الإنتخاب على الأفراد و في دورتين.
 
حيث رأى الرفاق في هذا الطلب ”مؤامرة“ على ”الجبهة الشعبية“ وراءها جماعة السبسي و جماعة الغنوشي.
أولا اصحّح انّ من بادر بتغيير النظام الإنتخابي هي مجموعة من الناشطين (و انا من ضمنهم) في إلاف ”صمود“ و غايتنا الواعية و المدروسة و بتواضع هي التحول بتونس الى نظام ديمقراطي ناجع يخرجنا من المأزق السياسي الذي نحن فيه كبلد.
و أكثر من ذلك هدفنا أن يُهمّش جماعة الإسلام السياسي و يُحصرون في وزنهم الحقيقي الذي لا يفوق العشرين بالمئة من الجسم الإنتخابي ، لأنّ هذا النظام الإنتخابي المقترح سيجبر الحساسيات السياسية المتقاربة في الطرح و الأهداف ، سيجبرها على التكتل في حزب واحد.
وهنا مربط الفرس.
جماعة الجبهة يجدون راحة على ما يبدو بلعب دور“المشاكس“ و ”المعارض الدائم“ في البرلمان و في الحياة السياسية ، دون تأثير حقيقي على السياسات العامة للبلاد ،فلم يُبطلوا قانونا سُنّ و لا ميزانية أعتمدت!! ، فقط ”عارضوا و بشدة“ و علت أصوات بعضهم دون نجاعة و لا تأثير!
و لا أتخيل أنّ الفئات الشعبية التي يدعي رفاقنا في الجبهة انهم صوتهم ستُشبعهم هذه الممارسات و البهلاونيات!
نظام الإنتخاب على الأفراد و في دورتين سيجبر كل الحساسيات التقدمية ان تتحالف و يا حبذا أن تتوحد في حزب واحد و تحتل المكانة التي تخولها أن تفعل فعلا في الحياة السياسية ، لا أن تبقى ديكورا ثوريا ، يُرضي غرور بعض الزعامات و يتمعش منه البعض ،في الختام و بتواضع صادق ،انصحكم باعادة التفكير في ما هو مقترح و خاصة التفكير في ما انتم عليه و مراجعة ثوابتكم و تذكروا أن العمل السياسي الناجح هو بنتائجه و بالمرونة و البراقماتية الذكية و ليس بالتّصلّب العقائدي و الغوغائيّة غير المجديّة.
فعلا ستتهمّشون أكثر اذا لم تستفيقوا.